السياحة الداخلية- ملاذ آمن من قلق السفر العالمي

المؤلف: خالد السليمان09.01.2025
السياحة الداخلية- ملاذ آمن من قلق السفر العالمي

في هذه الأيام، لا يكفي أن تجهز حقيبتك قبل السفر، بل الأهم أن تعدّ نفسك نفسياً وعصبياً؛ فالرحلات في عصرنا الحالي تنطلق بأجنحة من الخوف والقلق، متجهة نحو وجهات الاسترخاء، ولكن الوصول إليها قد لا يتحقق!

لم تعد السماء زرقاء صافية كما كانت، وأضحت المطارات أشبه بتقلبات الطقس.. متقلبة ومضنية..

أصبح المسافر اليوم يتابع الأخبار العالمية باهتمام أكبر من متابعة أحوال الطقس، ويقرأ تصريحات وزراء الدفاع قبل أن يلتفت إلى توقعات الأرصاد الجوية. تحولت الكثير من الوجهات من أماكن سياحية جذابة إلى بؤر توتر مقلقة، وأصبح السائح يراجع الخرائط السياسية المعقدة قبل أن يختار مقعده على متن الطائرة!

تكشف الإحصائيات أن ما يقارب 79% من وكالات السفر والسياحة قد سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في طلبات إلغاء الرحلات الخارجية أو تغيير مسارها، وهذه النسبة تعكس واقعاً مؤلماً: هناك الكثيرون ممن أدركوا أن راحة البال والطمأنينة لا يمكن شراؤها بتذكرة سفر مهما كانت قيمتها!

صحيح أن حدة التوتر العالمي قد خفت وتيرتها قليلاً في الآونة الأخيرة، ونأمل أن يستمر هذا الهدوء، إلا أن القلق لا يزال رفيقاً دائماً، يرافقنا في كل مكان، من لحظة دخولنا بوابة المطار وحتى وصولنا إلى الفندق!

ومما يزيد الأمر تعقيداً؛ أن الأخبار تتناقل أنباء عن موجات حر غير مسبوقة ستضرب قارة أوروبا خلال الشهرين القادمين، بالتزامن مع تزايد حالات السرقة والنصب والاحتيال، وضعف مظاهر الترحيب وكرم الضيافة، وانتشار مظاهر العنصرية البغيضة، واستغلال السائح بشكل سافر، وكأننا نهرب من نار لنجد أنفسنا في أتون نار أخرى أشد حرارة!

بالمقابل، داخل المملكة العربية السعودية، لا داعي للانشغال بكل هذه المخاوف التي ذكرناها آنفاً، بل يمكنك الاستمتاع بصنع لحظات سعيدة ودافئة تجمع أفراد العائلة، وصنع ذكريات جميلة تروى بهدوء وسكينة، بعيداً عن أي منغصات أو متاعب، فقد أصبح الداخل السعودي بديلاً آمناً ومضموناً عن توترات الخارج ومخاطره، خاصة وأن المملكة اليوم تزخر بالعديد من الخيارات السياحية التي لا تقل سحراً وجمالاً عن أي وجهة أخرى!

هل تبحث عن الأجواء الباردة والتاريخ العريق؟ الجنوب بجميع وجهاته الساحرة يفتح لك ذراعيه مرحباً.

هل تحلم بالبحر والشواطئ الرملية الذهبية؟ منتجعات البحر الأحمر الخلابة وجدة الجميلة في انتظارك.

صحيح أن هناك ارتفاعاً في الأسعار في قطاع السياحة المحلية، وأن بعض هذه الزيادات غير مبررة، إلا أن الكثير منها يمكن تجنبه ببساطة عن طريق تغيير طريقة الحجز والتخطيط المسبق. فكما نحرص على الحجز المبكر للرحلات الخارجية للحصول على أفضل الأسعار، فلنفعل الشيء نفسه عند التخطيط لرحلاتنا الداخلية، لنستفيد من العروض التنافسية المتوفرة ونختار ما يناسب ميزانيتنا وتطلعاتنا!

في زمن أصبحت فيه نشرات الملاحة الجوية تسبق الإعلانات السياحية الجذابة، وتحول فيه العالم إلى سلسلة من الأخبار العاجلة المقلقة، تبقى السياحة الداخلية خياراً ينعم بقدر كبير من الأمان يفوق أي خيار آخر، ويمنحنا راحة بال لا تقدر بثمن ولا تدفع بالعملات الأجنبية، بل تدفع بالاطمئنان والسكينة!

لا حاجة للتأشيرات المعقدة، ولا داعي للقلق بشأن المواعيد الضائعة، ولا خوف من إغلاق المطارات بشكل مفاجئ، فقط وجهة تعرفك جيداً كما تعرفها أنت.. إنها المملكة العربية السعودية!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة